بحـث
المواضيع الأخيرة
الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان رحمه الله
صفحة 1 من اصل 1
الخليفة الاموي عبدالملك بن مروان رحمه الله
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاص بن أمية ولد في المدينة سنة 26 هـ ففي خلافة عثمان بن فعان ونشأ بها نشأه علمية وتتلمذ علي كبار الصحابة وروي عنهم الحديث مثل عبد الله بن عمر بن الخطاب وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة كما روي عن معاوية بن أبي سفيان وعن أبيه مروان وكان يكثر من مجالسة العلماء وروي عنه جماعة من التابعين منهم خالد بن معدان وعروة بن الزبير والزهري ورجاء بن حيوة وجرير بن عثمان وكان من فقهاء المدينة المعدودين وكان يلقب بحمامة المسجد لملازمته مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم والأخبار متواترة علي فقة عبد الملك وغزارة علمه ورجاحه عقله قال عنه الذهبي ذكرته لغزارة علمه ))وقال الشعبي (( ما جالست أحدا إلا رأيت له ا لفضل عليه إلا عبد الملك بن مروان )) .<o></o>
وقد احتج الإمام مالك بقضاء عبد الملك بن مروان ويقول ابن خلدون : (( وعبد الملك صاحب ابن الزبير أعظم الناس عدالة وناهيك بعدالته احتجاج مالك بفقهه وعدول ابن عباس وابن عمر إلي بيعته عن ابن ا لزبير وهما معه بالحجاز )) .<o></o>
قضي عبد الملك بن مروان معظم حياته قبل ان يلي الخلافة في المدينة ا لمنورة ينهل من علمائها وفقهائها ويتأدب بآدابهم ولم يكن يغادرها إلا للحج أو ا لغزو فقد اشترك في غزو شمال افريقيا في عهد معاوية بن أبي سفيان .<o></o>
وظل في المدينة مع أهله من بين أمية حتي طردهم منها عبد الله بن الزبير فرحولا الي الشام بعد موت يزيد بن معاوية واضطراب الأمر علي بني أمية لكن بوصولهم علي الشام بدأت الأمور تتحسن لمصلحتهم فجمعوا كلمتهم وعقدوا مؤتمر الجامية في نهاية ذي القعدة سنة 64 هـ ذلك المؤتمر الذي بويع فيه أبوه مروان بن الحكم بالخلافة كما مر بنا قبل قليل وبعد انتصار أبيه علي أنصار عبد الهل بن الزبير في معركة مرج راهط وتمكنه من بسط نفوذه علي الشام توجه الي مصر وترك انبه عبد الملك نائبا عنه في دمشق ولما عاود مروان من مصر في رجب سنة 65 هـ لم يلبث أن توفي في رمضان من السنة نفسها فبويع لعبد الملك في اليوم الذي مات فيه أبوه . <o></o>
عبد الملك وإعادة الوحدة للدولة الإسلامية :<o></o>
تجمع المصادر التي ترجمت لعبد الملك وأرخت له علي أنه كان من عقلاء الرجال وانذاذهم ومن أكثرهم دهاء وحزما وشجاعة وإقداما ولد برهن عبد الملك علي كفائته العالية سواء في إعادة توحيد الدولة الإسلامية أو في الإدارة و الساياسة وكان غير هياب يمضي إلي هدفه بعزيمة ثابتة ولا يعرف اليأس غلي نفسه سبيلا وكان يقود المعارك ضد خصومه بنفسه وقد استطاع بعد جهود جبارة أن يعيد الوحدة إلي الأمة الإسلامية وان يجمع كلمتها تحت راية واحدة بعد ان مزقتها الفتن والخصومات . <o></o>
فعندما تولي عبد الملك الخلافة كانت الدولة الإسالمية مقسمة علي النحو التالي : دولة عبد الملك بن مروان نفسه وتتكون بكشل رئيسي من الشام مصر ودولة عبد الله بن ا لزبير وتتكون من الحجاز والعراق وما يتبعه من بلاد فارس وان يحكم من مكة ودولة الخوارج الأزارقة في الأهواز ودولة الخوارج النجدات في اليمامة والتي امتد نفوذها الي اليمن وحضر موت والطائف فضلا علي الشيعة الذين كادت تقوم لهم دولة بالعراق بزعامة المختار بن أبي عبيد الثقفي وكانت صورة هذا الانقاسم الخطير في صفوف الأمة الإسلامية تتجلي بارزة في موسم الحج ففي سنة 68 هـ ارتفعت في موسم الحج أرعبة الوية لواء عبد الملك بن موران ولواء محمد بن علي بن أبي طالب ـ ابن الحنفية ـ لواء عبد الله بن الزبير ، ثم لواء الخواج النجدات وكان هذا وضعا شاذا وغريبا وقد رأي عبد الملك أنه المسئول عن تصحيح هذه الأوضاع والقضاء علي هذه الانقسامات وإعادة الوحدة إلي الدولة الإسلامية لأنه كان يعتبر نفسه هو الخليفة الشرعي للأمة الإسلامية وهؤلاء جميعا خواج عليه وقد برهن عبد الملك عن فهم عميق لطبيعة هذه الصراعات وان هذه القوي جميا لا رابط يجمعها سوي العداء لبني أمية ولذلك قرر ان يتخلص من منافسيه الواحدة بعد الآخر ولقد ساعدته ا لظروف حيث بدأت هذه القوي يأكل بعضها بعضا فدخل عبد الله بن الزبير فس صراع مع المختار في العراق ووقف عبد الملك من أمر هذا الصراع موقف المتفرج حتي إذا استطاع مصعب بن الزبير القضاء علي المختار في العراق سنة 67 هـ بدأ عبد الملك يعد عدته للمسير الي العراق لا نتزاعه من آل الزبير ونجح في القضاء علي مصعب بن الزبير سنة 72 هـ ثم أرسل قائدة الحجاج بن يوسف الثقفي للقضاء علي عبد الله بن الزبير في مكة ونجح الحجاج في تحقيق الهدف سنة 73 هـ وبهذا تخلص عبد الملك من خصومة وإعاد الوحدة للأمة الإسلامية واعتبره المؤرهون المؤسس الثاني للدولة الأموية واعتبر عام 73 هـ عام الجماعي الثاني . <o></o>
عبد الملك وإدارة الدولة : <o></o>
كما اظهر عبد الملك مهارة ومقدرة فائقة في القضاء علي خصومه فقد أظهر براعة في إدارة الدولة وتنظيمها وكان في اسلوبه ومنهجه شبيها بمعاوية بن أبي سفيان في كثير من الوجوه فكما اعتمد معاوية في سياسته علي ركائز ثابتة فكذلك كان عبد الملك بن مروان حيث استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة مثل الحجاج بن يوسف الثقفي الذي اعتمد عليه في إدارة العارق وهو أخطر أجزاء الدولة يومئذ والقسم الشرقي من العالم الإسلامي وأطلق في يده في كل ذلك فنهض الحجاج بمهمته وكان عند حسن ظن عبد ملك به وثقته فيه فاخلص كل الإخلاص للدولة وبذل أقصي طاقاته في تثبيت أركانها كما اعتمد عبد الملك علي رجال بيته وأخوته عبد العزيز ومحمد وبشر وغيرهم كذلك ا قتدي عبد الملك بمعاوية في تفقد أحوال دولته وتصفح أمورها وكان دائم المراقبة للعمال والولاة حريضا علي نزاهتهم واستقامة أخلاقهم وبعد عن الشبهان ولم يكن يسمح لأحد ان يداهنه أو ينافقه أو يضيع وقته فيما لا يفيد ولم يكن أحد من ولاته وعماله فوق الحساب مهما كانت مكانته إذا أخطأ أو قصر تقصيرا يخل بسير الأمور سيرا حسنا .<o></o>
شكا إليه أنس بن مالك خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم من الحجاج فلما وصله كتاب أنس يقول محمد بن الزبير أخبرني من شهد عبد الملك يقرأ الكتاب وهو يبكي وبلغ به الغضب ما شاء الله ثم كتب الي الحجاج بكتاب غليظ فجاء الي الحجاج فقرأه فتغير ثم قال لحامل الكتاب انطلق بنا إليه نترضاه وقد كان لعبد الملك فضل كبير في تعريب دواوين الدولة الإسلامية وعمتلها وتنظيم البريد حتي جعله جهازا فعالا ففضلا عن أهمتيه في سرعة أيصال المراسلات بين الخليفة وعماله وولاته وقادته علي الأقاليم فقد جعل عبد الملك من رجال البريد عيونه في الأقاليم الذين يمدونه بكل الأخبار عن العمال والولاة وعن سيرهم ومعاملاتهم للناس حتي يطمئن علي ان كل شئ يسير سيرا حسنا ولقد بادر عبد الملك بعزل احد العمالم من منصبه عندما أخبره رجال البرد ان هذا العامل قبل هدية فاعتبر عبد الملك ذلك خطأ كبيرا استوجب عنده عزل ذلك العامل لأن الهدية للموظف العام تعتبر رشوة . <o></o>
وخلاصة القول فقد كرس عبد الملك كل وقته وجهده لتوطيد أركان دولته وتنظيمها والسهر علي أمنها ورعاية مصالحها ونجه في ذلك نجاحا باهرا وخلف وراءه دولة قوية غنية مرهوبة الجانب <o></o>
سياسة عبد الملك الخارجية : <o></o>
كما تجلت شخصية عبد الملك بن مروان وعبقريته في السياسة الداخلية من البراعة في القضاء علي الخوم الساسيين الي تنظيم الدولة وإدارتها وتطوير أهزتها ودواوينها فقد تجلت عبقريته أيضا في السياسة الخارجية تجاة الدولة البيزنطية التي كانت العدو الرئيسي للدولة الإسلامية ولما ان عبد الملك ف ي مستهل خ9لافته مشغولا بالقضاء علي خصومه السياسين في الداخل فقد قرر مهادنة الدولة البيزنطية وتأجيل الصدام مها حتي يفرغ من مشاكله الداخلية ولذلك وقع مه جستنيان الثاني امبراطور الدولة البيزنطية معاهدة صلح ليضمن عدم إغارته علي الحدود الإسلامية أثناء انشغال عبد الملك بحرب ابن الزبير ولكن ما ان تخلص عبد الملك من مشاكله الداخلية وقضي علي ابن الزبير حتي تجددت المشاكل بينه وبين امبراطور بيزنطة ووجدها عبد الملك فرصة ليضغط علي هذا العدو التقليدي وأخذت عزوات الصوائف والشواتي تنتظم من جديد واستمرت هذه الساية حتي وصلت قمتها في عهد ولديه الوليد وسليمان فقد تمشيا مع هذه السياسة فقد اولي عبد الملك جبهة شمال إفريقيا عنابة كبيرة لانه أدرك ان البيزنطيين قد استغلوا بعد هذه الجبهة عنن مركز الدولة ا لإسلامية فأوقعوا بالمسلمين عدة هزائم مما جعل عبد الملك يرسل إلي هذه الجبهة جيشا من الشام علي رأسة حسان بن النعمان الغساني الذي استطاع القضاء علي النفوذ البيزنطي في الشمال الافريقي كله قضاءا تاما .<o></o>
وفي الشرق ـ في الجنوب حيث إقليم السند وفي الشمال حيث إقليم ما وراء النهر فما أن فرغ عبد الملك من مشاغله الداخلية حتي بدأت العزوات تنطلق إلي هذه الجبهات تمهيدا للإنطلاقة الكبري من الفتوحات التي ستبدأ في عهد ابنه وخليفته الوليد .<o></o>
والخلاصة ان عبد الملك بن مروان رجلا فذا وعبقريا عظيما وحد ا لدولة الإسلامية وابعد عنها شبح الإنقسامات ووطد أركانها وأبعد عنها خطر أعدائها وتركه لأنبائه قوية البنيان مرهوبة من أعدائها .<o></o>
توفي عبد الملك بن مروان في منتسف شوال سنة 86 هـ وصلي عليه ا بنه الوليد بن عبد الملك ثم بويع له بالخلافة في اليوم نفسه
وقد احتج الإمام مالك بقضاء عبد الملك بن مروان ويقول ابن خلدون : (( وعبد الملك صاحب ابن الزبير أعظم الناس عدالة وناهيك بعدالته احتجاج مالك بفقهه وعدول ابن عباس وابن عمر إلي بيعته عن ابن ا لزبير وهما معه بالحجاز )) .<o></o>
قضي عبد الملك بن مروان معظم حياته قبل ان يلي الخلافة في المدينة ا لمنورة ينهل من علمائها وفقهائها ويتأدب بآدابهم ولم يكن يغادرها إلا للحج أو ا لغزو فقد اشترك في غزو شمال افريقيا في عهد معاوية بن أبي سفيان .<o></o>
وظل في المدينة مع أهله من بين أمية حتي طردهم منها عبد الله بن الزبير فرحولا الي الشام بعد موت يزيد بن معاوية واضطراب الأمر علي بني أمية لكن بوصولهم علي الشام بدأت الأمور تتحسن لمصلحتهم فجمعوا كلمتهم وعقدوا مؤتمر الجامية في نهاية ذي القعدة سنة 64 هـ ذلك المؤتمر الذي بويع فيه أبوه مروان بن الحكم بالخلافة كما مر بنا قبل قليل وبعد انتصار أبيه علي أنصار عبد الهل بن الزبير في معركة مرج راهط وتمكنه من بسط نفوذه علي الشام توجه الي مصر وترك انبه عبد الملك نائبا عنه في دمشق ولما عاود مروان من مصر في رجب سنة 65 هـ لم يلبث أن توفي في رمضان من السنة نفسها فبويع لعبد الملك في اليوم الذي مات فيه أبوه . <o></o>
عبد الملك وإعادة الوحدة للدولة الإسلامية :<o></o>
تجمع المصادر التي ترجمت لعبد الملك وأرخت له علي أنه كان من عقلاء الرجال وانذاذهم ومن أكثرهم دهاء وحزما وشجاعة وإقداما ولد برهن عبد الملك علي كفائته العالية سواء في إعادة توحيد الدولة الإسلامية أو في الإدارة و الساياسة وكان غير هياب يمضي إلي هدفه بعزيمة ثابتة ولا يعرف اليأس غلي نفسه سبيلا وكان يقود المعارك ضد خصومه بنفسه وقد استطاع بعد جهود جبارة أن يعيد الوحدة إلي الأمة الإسلامية وان يجمع كلمتها تحت راية واحدة بعد ان مزقتها الفتن والخصومات . <o></o>
فعندما تولي عبد الملك الخلافة كانت الدولة الإسالمية مقسمة علي النحو التالي : دولة عبد الملك بن مروان نفسه وتتكون بكشل رئيسي من الشام مصر ودولة عبد الله بن ا لزبير وتتكون من الحجاز والعراق وما يتبعه من بلاد فارس وان يحكم من مكة ودولة الخوارج الأزارقة في الأهواز ودولة الخوارج النجدات في اليمامة والتي امتد نفوذها الي اليمن وحضر موت والطائف فضلا علي الشيعة الذين كادت تقوم لهم دولة بالعراق بزعامة المختار بن أبي عبيد الثقفي وكانت صورة هذا الانقاسم الخطير في صفوف الأمة الإسلامية تتجلي بارزة في موسم الحج ففي سنة 68 هـ ارتفعت في موسم الحج أرعبة الوية لواء عبد الملك بن موران ولواء محمد بن علي بن أبي طالب ـ ابن الحنفية ـ لواء عبد الله بن الزبير ، ثم لواء الخواج النجدات وكان هذا وضعا شاذا وغريبا وقد رأي عبد الملك أنه المسئول عن تصحيح هذه الأوضاع والقضاء علي هذه الانقسامات وإعادة الوحدة إلي الدولة الإسلامية لأنه كان يعتبر نفسه هو الخليفة الشرعي للأمة الإسلامية وهؤلاء جميعا خواج عليه وقد برهن عبد الملك عن فهم عميق لطبيعة هذه الصراعات وان هذه القوي جميا لا رابط يجمعها سوي العداء لبني أمية ولذلك قرر ان يتخلص من منافسيه الواحدة بعد الآخر ولقد ساعدته ا لظروف حيث بدأت هذه القوي يأكل بعضها بعضا فدخل عبد الله بن الزبير فس صراع مع المختار في العراق ووقف عبد الملك من أمر هذا الصراع موقف المتفرج حتي إذا استطاع مصعب بن الزبير القضاء علي المختار في العراق سنة 67 هـ بدأ عبد الملك يعد عدته للمسير الي العراق لا نتزاعه من آل الزبير ونجح في القضاء علي مصعب بن الزبير سنة 72 هـ ثم أرسل قائدة الحجاج بن يوسف الثقفي للقضاء علي عبد الله بن الزبير في مكة ونجح الحجاج في تحقيق الهدف سنة 73 هـ وبهذا تخلص عبد الملك من خصومة وإعاد الوحدة للأمة الإسلامية واعتبره المؤرهون المؤسس الثاني للدولة الأموية واعتبر عام 73 هـ عام الجماعي الثاني . <o></o>
عبد الملك وإدارة الدولة : <o></o>
كما اظهر عبد الملك مهارة ومقدرة فائقة في القضاء علي خصومه فقد أظهر براعة في إدارة الدولة وتنظيمها وكان في اسلوبه ومنهجه شبيها بمعاوية بن أبي سفيان في كثير من الوجوه فكما اعتمد معاوية في سياسته علي ركائز ثابتة فكذلك كان عبد الملك بن مروان حيث استعان بنخبة من أمهر رجال عصره في الإدارة والسياسة مثل الحجاج بن يوسف الثقفي الذي اعتمد عليه في إدارة العارق وهو أخطر أجزاء الدولة يومئذ والقسم الشرقي من العالم الإسلامي وأطلق في يده في كل ذلك فنهض الحجاج بمهمته وكان عند حسن ظن عبد ملك به وثقته فيه فاخلص كل الإخلاص للدولة وبذل أقصي طاقاته في تثبيت أركانها كما اعتمد عبد الملك علي رجال بيته وأخوته عبد العزيز ومحمد وبشر وغيرهم كذلك ا قتدي عبد الملك بمعاوية في تفقد أحوال دولته وتصفح أمورها وكان دائم المراقبة للعمال والولاة حريضا علي نزاهتهم واستقامة أخلاقهم وبعد عن الشبهان ولم يكن يسمح لأحد ان يداهنه أو ينافقه أو يضيع وقته فيما لا يفيد ولم يكن أحد من ولاته وعماله فوق الحساب مهما كانت مكانته إذا أخطأ أو قصر تقصيرا يخل بسير الأمور سيرا حسنا .<o></o>
شكا إليه أنس بن مالك خادم رسول الله صلي الله عليه وسلم من الحجاج فلما وصله كتاب أنس يقول محمد بن الزبير أخبرني من شهد عبد الملك يقرأ الكتاب وهو يبكي وبلغ به الغضب ما شاء الله ثم كتب الي الحجاج بكتاب غليظ فجاء الي الحجاج فقرأه فتغير ثم قال لحامل الكتاب انطلق بنا إليه نترضاه وقد كان لعبد الملك فضل كبير في تعريب دواوين الدولة الإسلامية وعمتلها وتنظيم البريد حتي جعله جهازا فعالا ففضلا عن أهمتيه في سرعة أيصال المراسلات بين الخليفة وعماله وولاته وقادته علي الأقاليم فقد جعل عبد الملك من رجال البريد عيونه في الأقاليم الذين يمدونه بكل الأخبار عن العمال والولاة وعن سيرهم ومعاملاتهم للناس حتي يطمئن علي ان كل شئ يسير سيرا حسنا ولقد بادر عبد الملك بعزل احد العمالم من منصبه عندما أخبره رجال البرد ان هذا العامل قبل هدية فاعتبر عبد الملك ذلك خطأ كبيرا استوجب عنده عزل ذلك العامل لأن الهدية للموظف العام تعتبر رشوة . <o></o>
وخلاصة القول فقد كرس عبد الملك كل وقته وجهده لتوطيد أركان دولته وتنظيمها والسهر علي أمنها ورعاية مصالحها ونجه في ذلك نجاحا باهرا وخلف وراءه دولة قوية غنية مرهوبة الجانب <o></o>
سياسة عبد الملك الخارجية : <o></o>
كما تجلت شخصية عبد الملك بن مروان وعبقريته في السياسة الداخلية من البراعة في القضاء علي الخوم الساسيين الي تنظيم الدولة وإدارتها وتطوير أهزتها ودواوينها فقد تجلت عبقريته أيضا في السياسة الخارجية تجاة الدولة البيزنطية التي كانت العدو الرئيسي للدولة الإسلامية ولما ان عبد الملك ف ي مستهل خ9لافته مشغولا بالقضاء علي خصومه السياسين في الداخل فقد قرر مهادنة الدولة البيزنطية وتأجيل الصدام مها حتي يفرغ من مشاكله الداخلية ولذلك وقع مه جستنيان الثاني امبراطور الدولة البيزنطية معاهدة صلح ليضمن عدم إغارته علي الحدود الإسلامية أثناء انشغال عبد الملك بحرب ابن الزبير ولكن ما ان تخلص عبد الملك من مشاكله الداخلية وقضي علي ابن الزبير حتي تجددت المشاكل بينه وبين امبراطور بيزنطة ووجدها عبد الملك فرصة ليضغط علي هذا العدو التقليدي وأخذت عزوات الصوائف والشواتي تنتظم من جديد واستمرت هذه الساية حتي وصلت قمتها في عهد ولديه الوليد وسليمان فقد تمشيا مع هذه السياسة فقد اولي عبد الملك جبهة شمال إفريقيا عنابة كبيرة لانه أدرك ان البيزنطيين قد استغلوا بعد هذه الجبهة عنن مركز الدولة ا لإسلامية فأوقعوا بالمسلمين عدة هزائم مما جعل عبد الملك يرسل إلي هذه الجبهة جيشا من الشام علي رأسة حسان بن النعمان الغساني الذي استطاع القضاء علي النفوذ البيزنطي في الشمال الافريقي كله قضاءا تاما .<o></o>
وفي الشرق ـ في الجنوب حيث إقليم السند وفي الشمال حيث إقليم ما وراء النهر فما أن فرغ عبد الملك من مشاغله الداخلية حتي بدأت العزوات تنطلق إلي هذه الجبهات تمهيدا للإنطلاقة الكبري من الفتوحات التي ستبدأ في عهد ابنه وخليفته الوليد .<o></o>
والخلاصة ان عبد الملك بن مروان رجلا فذا وعبقريا عظيما وحد ا لدولة الإسلامية وابعد عنها شبح الإنقسامات ووطد أركانها وأبعد عنها خطر أعدائها وتركه لأنبائه قوية البنيان مرهوبة من أعدائها .<o></o>
توفي عبد الملك بن مروان في منتسف شوال سنة 86 هـ وصلي عليه ا بنه الوليد بن عبد الملك ثم بويع له بالخلافة في اليوم نفسه
مواضيع مماثلة
» تعالوا نتعلم من تربية الرسول – صلى الله عليه وسلم – لبناته رضي الله عنهن
» شات المتحابات في الله....اتفضلي
» رسالة في أحاديث شهر الله المحرَّم
» كيف تكون أهلا لتوفيق الله
» نبات يذيب الثلوج سبحان الله بالصور
» شات المتحابات في الله....اتفضلي
» رسالة في أحاديث شهر الله المحرَّم
» كيف تكون أهلا لتوفيق الله
» نبات يذيب الثلوج سبحان الله بالصور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة مارس 12, 2010 11:55 pm من طرف Admin
» متى يبكى الشيطان
الثلاثاء فبراير 23, 2010 1:05 am من طرف أم كريم
» تم افتتاح المنتدي الثاني
الإثنين فبراير 22, 2010 11:31 pm من طرف Admin
» ما هو السمود؟ ولماذا هو محرم؟
الإثنين فبراير 08, 2010 11:29 am من طرف حفيدة عائشة
» بر الوالدين
الإثنين فبراير 08, 2010 11:26 am من طرف حفيدة عائشة
» بسكوت الكيك
السبت فبراير 06, 2010 7:42 pm من طرف حفيدة عائشة
» حلويات لذيذه جدا وشهيه جربوها
السبت فبراير 06, 2010 7:00 pm من طرف حفيدة عائشة
» الدوله الفاطميه
السبت فبراير 06, 2010 3:42 pm من طرف Admin
» تاريخ فلسطين
السبت فبراير 06, 2010 3:35 pm من طرف Admin